وصف موظف كبير في المديرية العامة لوزارة الخارجية الاسرائيلية, امس, اللقاء
الذي جمع بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم والرئيس الايراني أحمدي نجاد, منذ
يومين, بأنه »كان بعيدا جدا عما تتصف به لقاءات الطرفين عادة«, مشيرا الى ان الرئيس
الايراني »استخدم تعابير غير ديبلوماسية, وأحيانا غير لائقة, عند الحديث مع
ضيفه«.
ونقل موقع »الحقيقة« الالكتروني, عن المصدر الاسرائيلي, المعني بمتابعة
الشؤون الايرانية في الوزارة, قوله ان المعلم صارح على هامش مؤتمر »أصدقاء لبنان«
الذي عقد في الكويت, نظيره الايراني منوشهر متكي برسالة رئيس الوزراء الاسرائيلي
الى الرئيس السوري بشار الأسد, عبر الوسيط التركي, والتي قال فيها »ان اسرائيل
مستعدة للانسحاب من الجولان مقابل اتفاقية سلام مع سورية وفق قرارات الأمم
المتحدة«.
ولفت المصدر الى ان المفاجىء هو أن الوزير الايراني كان أول من بادر
الى الاستيضاح من نظيره السوري عن الأمر, فقد كانت ايران على علم بالتواصل السوري ¯
الاسرائيلي عبر القناة التركية من مصادرها في أنقرة, لكنها لم تكن تعتقد أن الأمور
وصلت الى حد أن تبادر دمشق نفسها الى تسريب أمر الرسالة الاسرائيلية قبل الاعلان
عنها رسميا, بخلاف ما يجري عادة اذ تكون اسرائيل هي المبادرة الى التسريب في حالات
من هذا النوع.
واشار الى ان مبادرة سورية هذه, هي ما جعل الايرانيين يرتابون
بأمر ما, ويشعرون بأن السوريين لا يطلعونهم على جميع اتصالاتهم أو تفاصيلها
الحساسة, وأنهم يخفون عنهم أشياء هامة, الأمر الذي دفع الرئيس نجاد الى الاتصال
بالأسد مباشرة, طالبا منه ايفاد الوزير المعلم على وجه السرعة الى ايران ليشرح
حقيقة ما يجري.
وأكد المصدر الاسرائيلي, أن اللقاء بين المعلم ونجاد »لم يكن
حميميا كما في العادة, بل انطوى على عبارات تحذيرية شديدة اللهجة وذات نبرة توبيخية
من قبل الرئيس الايراني, حيث أكد للمبعوث السوري أن ما تقوم به القيادة السورية
(لجهة المسار التفاوضي السري مع اسرائيل), يشبه ما قام به العرب خلال حرب يوليو
الذين وصفتموهم بأنصاف الرجال«, لافتا الى ان نجاد »ذكر المعلم بأن واشنطن, وحتى لو
كانت الحكومة الاسرائيلية صادقة في نواياها بشأن الانسحاب من الجولان, لن تسمح لها
في المضي على هذا الطريق, وأن كل ما تريده وتبحث عنه هو اشعال فتنة بين سورية من
جهة وايران والمقاومة (حزب الله وحماس) من جهة أخرى«.
ولاحظ المصدر الاسرائيلي
»أن هناك غضبا في صفوف حزب الله, على الخلفية (الايرانية) نفسها, وصل الى حد وضع
صورة أولمرت والأسد معا, وبعد دمجهما في صورة واحدة, على قناة المنار حين قامت
بتغطية خبر الرسالة الاسرائيلية, وهو أمر تقوم به القناة للمرة الأولى, هذا فضلا عن
فتحها باب التفاعل على موقعها الرسمي للمعارضين السوريين, و لكل من يريد تناول
الأسد والنظام السوري بأقذع الألفاظ, من دون أي تحرير مسبق«.
على الصعيد نفسه,
كشف المصدر أن رسالة أولمرت الى الأسد تضمنت شقا تكتم عليه السوريون, وقد علم به
الايرانيون من مصادرهم التركية, وهو أن اسرائيل »تنظر لتطبيق قرارات مجلس الأمن ذات
الصلة كرزمة واحدة«, لافتا الى ان الرسالة ذكرت بالاسم القرارين 1559 و 1701, وهو
ما يعني ضمنا تجريد حزب الله من السلاح, ومنع تزويده به, وبتعبير آخر, فان أولمرت
لن يكون لديه مانع من الحديث عن تطبيق القرارين 242 و 338 طالما اقترن ذلك بتطبيق
القرار 1559 وبقية القرارات الأخرى الخاصة بلبنان.[/justify]
[/td][/tr][/table]