قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "انه كرئيس للدولة" لن يتحدث مع حركة حماس أو
الى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اللذان يريدان "شطب اسرائيل من الخريطة".
وقال ساركوزي في مقابلة تلفزيونية بمناسبة الذكرى الاولى لانتخابه: "اعتقد انه
لا يجوز ان اتحدث الى حماس لانه ليس لي الحق بالتحدث الى منظمة اعلنت انها تريد شطب
اسرائيل من الخريطة". لكنه أضاف أن "هناك مع ذلك حد ادنى من المبادىء في
دبلوماسيتنا".
وردا على سؤال حول مبادرة الرئيس الأمريكي الاسبق جيمي كارتر لقاء رئيس المكتب
السياسي لحركة حماس خالد مشعل في دمشق، اعتبر ساركوزي ان كارتر كونه لا يشغل اي
موقع رسمي هو "اكثر حرية" في مقابلاته.
واعتبر ساركوزي ايضا انه "لا يستطيع التحدث مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد
الذي اعلن هو ايضا انه يريد شطب اسرائيل" من الخريطة.
وبالرغم من أن ساركوزي أقر بأن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة "تمثل قسما من
الشارع الفلسطيني"، إلا أنه أشار الى ان دعم الاسرة الدولية يجب ان يبقى لرئيس
السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس.
الحرب في أفغانستان وفي المقابلة التي استمرت لتسعين دقيقة أعلن ساركوزي انه في حال "تركت فرنسا
افغانستان تسقط فإن باكستان ستسقط بدورها".
وقال: "نحن في افغانستان الى جانب الافغان.. والى جانب افغانستان توجد باكستان،
وهناك القنبلة النووية.. اذا تركنا افغانستان تسقط فإن باكستان ستسقط بدورها".
واكد ان فرنسا لا تخوض حربا في أفغانستان "لأن الاغلبية الساحقة من الافغان
بحاجة للائتلاف المنتشر على الارض".
وقال الرئيس الفرنسي: "اذا كنت قد قررت ارسال 700 رجل اضافي فلأنه يجب ان ننجح"
وان "يتولى الجيش الافغاني زمام الامور" وان "نتمكن من تنسيق المساعدة المدنية
والاقتصادية".
ورفض ساركوزي فكرة الحوار مع حركة طالبان الأفغانية وقال إن يرفض فتح حوار مع
"أناس قطعوا يد امرأة لان اظافرها مطلية ومنعوا ملايين البنات من الذهاب الى
المدرسة وفجروا تماثيل بوذية بنيت قبل قرون ورجموا امرأة مدعين انها زانية".
أزمة التيبت رفض ساركوزي فكرة الحوار مع حركة طالبان الأفغانية
|
وفي اللقاء التلفزيوني الذي نقل على الهواء مباشرة أعرب ساركوزي عن "صدمته لما
جرى في التيبت" وأنه نقل ذلك للرئيس الصيني هو جينتاو. وقال انه لم يتخذ بعد اي
قرار حول مشاركته في حفل افتتاح الالعاب الاولمبية في بكين في اغسطس المقبل، مضيفا
انه "سيقوم بكل ما يلزم" كي تتوصل دول الاتحاد الاوروبي الذي سيكون برئاسة فرنسا
حينذاك الى "موقف مشترك" حول هذه المسألة.
ودعا ساركوزي الى اعطاء "المزيد من الحكم الذاتي" لإقليم التيبت مع اشارته الى
ان باريس تعترف بأن هذه المنطقة هي جزء من الصين.
دخول تركيا للاتحاد الأوروبي وحول موضوع انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي قال ساركوزي الخميس انه "سينظم
استفتاء" حول ذلك، مذكرا بمعارضته لمثل هذا الانضمام.
وقال في مقابلة تلفزيونية "اعترضت دائما على دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي..
تركيا ليست اوروبية".
وأشار ساركوزي الى انه ضد مبدأ آلية الاستفتاء لأي انضمام مستقبلي الى الاتحاد
الاوروبي وقال ان "من الخطأ جعل الاستفتاء آليا.. في حال اراد السويسريون غدا
الدخول الى اوروبا فلن ننكر انهم اوروبيون وننظم استفتاءً حول ذلك.. لا يمكن ان
تقول فرنسا لشركائها الاوروبيين اعذرونا، لا يمكن ان نقرر اي شيء حول مستقبل
الانضمام بسبب الاستفتاء".
الشأن الداخلي الفرنسي دعا ساركوزي الى اعطاء "المزيد من الحكم الذاتي" لإقليم التيبت
|
وفي المقابلة حاول ساركوزي تلميع صورته واقناع الفرنسيين بانه الرجل المناسب
لاحداث تغيير في البلاد.
وبعيدا عن الوضع المريح الذي كان يتمتع به عقب فوزه السهل على منافسته
الاشتراكية سيغولين رويال بنسبة 53 في المئة يجد الرئيس الفرنسي نفسه اليوم في وضع
صعب حيث تشهد شعبيته ادنى مستوى لها منذ توليه الرئاسة قبل عام.
وفي المقابلة التي بثت على الهواء الساعة 18,15 بتوقيت جرينتش واجه ساركوزي
اسئلة خمسة صحافيين للحديث عن حصيلة عام من الحكم.
وقبل المقابلة أعرب رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون، والذي تشهد علاقته
بساركوزي توترا، عن الامل في ان توفر له المقابلة "خريطة طريق" من أجل "دفع
الاصلاحات التي ينبغي عملها".
وفي الذكرى الاولى للدور الاول للانتخابات الرئاسية الفرنسية والتي وافقت الحادي
والعشرين من أبريل أظهرت استطلاعات الرأي أن 72 في المائة من الفرنسيين غير راضين
على عمله وأن 79 في المائة اعتبروا ان وضع البلاد لم يتحسن.
ووعد ساركوزي بمعالجة أهم القضايا التي تشغل بال الفرنسيين. لكن 15 في المائة
فقط من الفرنسيين رأوا انه حقق ذلك.
وفي بداية يناير الماضي تحدث ساركوزي في مؤتمر صحفي عن عجزه إزاء عجز الميزانية
أو ما وصفه بـ"الخزائن الفارغة". وبعدها بدأ منحنى شعبيته بين الفرنسيين في الهبوط.