لماذا لا تتعض إيران من عرب الاحواز واطفال الحجارة؟ طلال معروف نجم ـ المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية / عمان القاهرة Monday 28-04 -2008
المستعمرون وعبر التأريخ , يتصورون انهم قد امتلكوا الارض بمن فيها من شعب . وهذا ما كانت تتصوره فرنسا خلال حقبتها الاستعمارية لدول المغرب العربي , وخاصة احتلالها الطويل للجزائر العربية , الذي دام قرنا و30 عاما .
حتى ان الكاتب الفرنسي الشهير البير كامي الذي ولد على ارض الجزائر, تصور ان الجزائر ستبقى فرنسية خلود فرنسا نفسها . فخسر مواقفه ككاتب يساري واحد رموز الوجودية العالمية , عندما جاهر بأحقية فرنسا بالبقاء في ارض هي ليست ارضها .
ولعل المستعمر الصهيوني لارض فلسطين , كان يمني النفس بأحلام وردية . فتصور ان موت كبار السن من الفلسطينيين , سيمهد الطريق لجيل من الاطفال الفلسطينيين , يعيشون ويترعرعون في كنف الدولة الاسرائيلية "الديمقراطية" .
وسيتطبعون بالمد الغربي الذي حمله اليهود من اوروبا وامريكا الى الارض المغتصبة . وخابت آحلامهم . فما ان مراقل من عقدين على الاغتصاب , حتى انتفض المارد الفلسطيني من صغار السن الذين بلغوا اعمار الشباب اليافع , ليصبحوا نواة الثورة الفلسطينية الجديدة . ولا حقا شهد العالم نمطا جديدا من الثورات صنعها الطفل الفلسطيني , بتخطيط من العقول الثورية الفلسطينية . فكانت ثورة الحجارة الاولى ثم الثانية. ثورة وقودها الحجارة يقذف بها الصبية والشباب اليافع الجندي الاسرائيلي المدجج بأحدث الاسلحة الامريكية . فكانت صدمة ما بعدها صدمة لجنرالات العسكرية الصهيونية . الذين تصوروا ان القضية الفلسطينية , ستمكوت بموت "الختيارية" , الذين عايشوا سنوات الاغتصاب.
ولعل ايران هي اقدم من اسرائيل في نزعة الاغتصاب . عندما اغتصبت امارة عربستان العربية , بمعونة بريطانيا منذ 85 عاما . وتصورت انها تمتلك عوامل عدة , تساعدها على الاحتفاظ بهذا الاقليم العربي ابدا من اهم هذه العوامل :
1/ ان سكان الاقليم من العرب الشيعة , وبما ان ايران تصور لشيعة العالم انها راعيتهم وانها ملاذهم من جور الزمن, فأن ذلك سيمكنها من السيطرة عليهم وعلى الاقليم بسهولة.
2/ عولت على ان كبار السن من الرجال والنساء , متى ما ماتوا فأن جيلا من الشباب سيواكب مسيرة الشاهنشاهية الايرانية المنفتحة على الحضارة والانحلال . وسيعيشون حياة الانحلال والتفسخ في اماكن الدعارة التي انتشرت في مدن عبادان والاحواز. الى جانب البارات ونشر الحشيشة بين صفوف الشباب الاحوازي . فينسون انذاك انهم كانوا امارة مستقلة .
3/ ان ايران وعبر عصور عديدة , استطاعت ان تسيطر , على الشعوب التي طوتها , تحت جناح الدولة الفارسية . فهي دولة متعددة الاعراق والملل , لاتمثل القومية الفارسية اليوم غير 35 مليون نسمة من اصل 70 مليون هم عموم سكان دولة الشعوب الايرانية . لهذا فأنها تصورت ان تذوب العنصر العربي تدريجيا . الا انها اغفلت ان شعب الاحواز العربي , وعلى مدى 85 عاما من عمر الاحتلال , لم ينس قضيته البتة .
4/ وما ان قامت الثورة الايرانية التي اسقطت الشاه بهلوي , وبغفلة من جماهير الشعب الايراني , الذي كان وقودا للثورة . سرقها اصحاب العمائم بفكرهم الغيبي . وتصوروا ان احلامهم بأعادة امجاد الامبراطورية الساسانية سيتحقق بتصدريهم لافكارهم الشوفينية المعلفة بالدين الى المشرق العربي . فخاب ضنهم وسقطت اطماعهم , بفضل تأديب الجيش العراقي الظافر المظفر لهم . وبعد ان تكشف لهم ان شيعة العراق الذين شكلوا ثلثي هذا الجيش العظيم , غلبوا وطنيتهم العراقية على خزعبلات وتخاريف ملالي النظام الايراني المهووس . وهاهم ينسون ثانية ومع الاحتلال الامريكي للعراق , ان شيعة العراق العروبيين لن ولن يأتمروا بأوامرهم .
نخلص الى القول الى ان ملالي طهران , لم تتعض يبدو ولن تتعض لاحقا , من تجارب غيرهم . ومن ان الشعوب لايمكن لها ان تنسى وطنيتها وتمسكها بأرضها . فالاحتلال لايدوم بدليل ان ممتلكات الامبراطورية البريطانية التي قيل عنها يوما بأنها لاتغيب عنها الشمس. ووقتها تهكم نهرو من هذه المقولة بقوله " لان الشيطان يخاف الانجليز" . لم تدم واليوم لاتملك بريطانيا من مجدها الغابر, سوى الجزر البريطانية التي تشكل المملكة المتحدة . وبعض الجزر المتناثرة في محيطات وبحار العالم البعيدة عنها .
فأسرائيل بجبروتها لم تقتل أوتفني شعب فلسطين العربي . فأنى لايران ان تفني شعب الاحواز, او تسيطر على جنوب العراق لتضمه الى سيطرتها .
الخميس , 01/05/2008
مقالات سياسية