وسام الاحوازي
عدد الرسائل : 52 تاريخ التسجيل : 24/04/2008
| موضوع: وجهة نظر...ولكن من زاوية أخرى الأحد أبريل 27, 2008 6:11 pm | |
| <table width="100%" border=0><tr><td width="69%"> بقلم: أبوالمثنى
إذا كنا مطلعين على القوانين الدولية و على الحقوق التي لابد أن تعطى للشعوب, لعلمنا أن من حق كل الشعوب التي تقع تحت الاحتلال أن تناضل حتى تتمكن من الحصول على حقوقها المغتصبة . و في طريق النضال هذا من حقها أن تحصل على كافة الحقوق التي لابد أن تعطى للشعوب. إذن لا يحق لنا أن نلوم شعب من هذه الشعوب إذا اتخذ طريق النضال المسلح , لأنه مثلما يحق لشعب أن يتخذ الطريق السلمي أي المطالبات السلمية سبيلا , فمن حق الشعوب الأخرى أن تختار الطريق الثاني إذا كانت تؤمن بهذا الطريق و تؤمن أنها عن هذا الطريق تستطيع أن تصل إلى حقوقها. ولا يحق لأي أحد أن يدين عمل الآخرين إلا إذا كان عملهم يضر بالمصلحة العامة و شعبنا لا يستثنى من هذه الشعوب ولكن يا ترى من يحق له أن يحرم على الآخرين حق الدفاع عن النفس.
هناك من يقول إن الذين اختاروا النضال المسلح قد أساءوا إلى نضال هذا الشعب و قد قاموا بأعمال لم تثمر شيئا بل أساءت لنا. أما أدلته فهي:
أولا: إن التنظيمات التي قامت بأعمال عسكرية لم تستشر أحدا و لم تأخذ آراء الناس حول الأعمال العسكرية و هل تعمل و تنفذ عملها أو تؤخره.
ثانيا : إن مكان التنفيذ و وقته لم تختاره التنظيمات الأحوازية المسلحة بل الاستخبارات الإيرانية هي التي اختارت مكان التنفيذ و وقته من أجل ضرب المناضلين و الوصول إلى غايتها و لهذا رأينا من الواجب أن نطرح و جهة نظرنا لربما ستكون مفيدة.
المقاومة جعلتنا رقما في المعادلة الدولية
في حقيقة الأمر إذا كنا نقول إن الذين اختاروا النضال المسلح قد أساءوا و لم تثمر أعمالهم لنا بشيء فنحن مخطئين , لأن صدى العمليات قد وصل إلى كل بقعة من العالم و الجميع قد علم بوجودنا على هذه الأرض و بفضل هذه العمليات البطولية قد أصبحنا رقما في المعادلة الدولية و قد تمكن إخواننا في المهجر أن يدخلوا البرلمانات الدولية و أن يلتقوا مع رجال السياسة في باقي دول العالم الذين في السابق كانوا لم يقبلوا الجلوس مع الأحوازيين إلا نادرا. أما رأيهم حول أن الذين اختاروا النضال المسلح لم يستشيروا و لم يأخذوا برأي أحد . هنا نعتقد إن الذين يؤمنون بالأعمال التي تعارض و مصلحة النظام , عليهم أن يعملوا أعمالا سرية و الأعمال السرية تحتم على الفرد أو المجموعة أن يأخذ الحذر من كل الجوانب و أن لا يعلن عن عمله قبل التنفيذ. لأنه إذا أعلن عن عمله و استشار الناس الآخرين فهنا يعني فشل العملية التي لابد أن تنفذ و يعني نهاية المقاومين في الوقت غير المناسب , إضافة إلى هذا حتى الذين لا يؤمنون بالنضال المسلح و لكن عملهم يخالف مصلحة الاحتلال , يعملون أعمالهم بسرية تامة كي يحافظوا على حياتهم. أما رأيهم حول المكان و وقت التنفيذ , فهذا رأي غير منطقي. لأن المجموعة المسلحة هي التي تختار مكان العملية و وقت تنفيذها خاصة إذا كانت جزءا من حركة معروفة لها وزنها و ثقلها بين الحركات و الأحزاب الأخرى و من العجيب أن نفكر بهذه الطريقة لأن الاستخبارات بل كافة أجهزة أمن الحكومة لا تسمح لأي عمل أن يحدث إذا كان يضر بأمن الدولة و العمليات التي نفذت تعتبر من أبرز التحديات التي تواجهها الحكومة الفارسية , لأن النظام الحاكم في إيران يمر في أصعب المراحل من حكمه في الوقت الحاضر و هنالك تحديات كثيرة يواجهها على الصعيد الداخلي و الخارجي و هو يحاول بشتى الطرق و الأساليب أن يواجهها بعيدا عن الأنظار و دائما يبحث عن طرق خفية لحل الأزمات التي يمر بها كي لا يفقد هيبته في الداخل أو في المنطقة. لهذا بين حين و حين يحرك أوراقه من خلال دعمه للمجموعات الإرهابية أو تدخلاته في شؤون الدول الأخرى للضغط عليها و لابتزاز المجتمع الدولي كي يتمكن من الحفاظ على هيبته .
ربما هناك البعض من العمليات قد تكون الاستخبارات وصلت إلى خيوط تدل على أن عملية ما ستقع قريبا لكن لم تعرف المكان الذي ستحدث فيه العملية و لا وقت تنفيذها حتى و إن كانت قد وصلت إلى بعض من المؤشرات التي تدل على نشاط البعض من المناضلين الذين ينوون أو يريدون أن ينفذوا مثل هذه العمليات و لكن ظروفا ما منعت اعتقال هؤلاء الناشطين وهي عديدة و أهمها عدم إثارة الأحوازيين والعالم أكثر و أكثر. فمنذ زمن و الحكومة الإيرانية من خلال إعلامها الكاذب و قنواتها المزيفة كانت و مازالت تعتم على الأحداث التي تقع في الداخل كي لا يصل صوت الناس المناهضين لسياسات النظام إلى الخارج و نحن نعلم كم من العمليات التي استهدفت أنابيب النفط لكن صداها لم يصل إلى أي مكان و الأسباب عديدة :
أولا : كان الاحتلال الفارسي يخفيها و لم يعلن عنها و يحاول بشتى الطرق أن يسيطر عليها.
ثانيا : كانت التنظيمات الأحوازية التي تنفذ العمليات لا تمتلك أدوات التصوير و لم تصور العمليات إطلاقا.
ثالثا : عدم وجود ثقافة حزبية و تنظيمية لدى الكوادر الحزبية التي تنفذ العمليات لتركز على الإعلام أكثر , لأن الإعلام مهم لتثقيف شعبنا و لإيصال صوتنا إلى العالم و الأحزاب التي لا تمتلك وسائل الإعلام ستكون ضعيفة و أعمالها غير منتجة بالرغم من إيمان كوادرها بالقضية .
الواقع الجديد
لكن الظروف اليوم قد تغيرت و الأحداث الأخيرة خير دليل على ذلك , لأنه في الوقت الحاضر جميع الحركات التحررية التي تؤمن بالكفاح المسلح قد غيرت إستراتيجية عملها عن الماضي كثيرا و بدأت تعمل أعمالها بدقة و تركز على عدة نقاط :
1: لابد أن يكون جميع الأعضاء الذين ينتمون إلى الحركة مؤمنين بعملهم إيمانا تاما , مطلعين على منهاج الحركة و لن يقبلوا إن يتنازلوا عن إيمانهم أبدا.
2: إن الحركات أصبحت توزع الأعمال على الأعضاء كل حسب طاقته و قدرته على العمل الذي يستطيع من خلاله أن يخدم قضيته و يساعد رفاقه كي تستطيع الحركات أن تصل إلى هدفها النهائي.
3: إن الحركات العسكرية صارت تركز على الإعلام كثيرا و لا تنفذ أي عمل إلا إذا كانت تستطيع أن تصوره كي تبثه للناس و أن توصل صوتها إلى العالم من خلال هذا الفيلم تعلن عن مطالبها و أهدافها المقدسة .
4: حينما تؤسس حركة ما ،الأعضاء الذين يؤسسونها أصبح من أولوياتهم التركيز على الدعم المادي , لهذا يحاولون أن يدعموا أنفسهم و أن يركزوا على الاكتفاء الذاتي كي لا يقعوا في أي مأزق أبدا و أن لا يحتاجوا إلى أي دعم خارجي فيكونون ضحية لمصالح الدول الأخرى, لأن الذين يركزون على الدعم الخارجي سيكونون ضحية لمصالح الدول الأخرى و هنا أعتقد آن الكثير يعلم كم من الحركات الأحوازية التي كانت ضحية لمصالح الدول المتخاصمة مع إيران و متى ما أرادت الدولة الفلانية أن تضغط على الحكومة الايرانية تحرك الجهة الأحوازية المعينة المتشوقة للنضال و المخلصة لقضيتها, بل تأمرها أن تنفذ عمليات داخل الأحواز دون أن يكون لها الحق أن تعلن عن تبنيها للعملية المنفذة ثم يضيع العمل و تتبناه الأحزاب الايرانية المعارضة لهذا النظام أو ذاك.
الاحتلال هو المسؤول
هناك البعض من الذين يعارضون النضال المسلح يحملون المقاومين الذين نفذوا الأعمال العسكرية مسؤولية القتلى الذين قتلوا خلال الانفجارات ، هذا غير مسؤوليتهم عن الاعتقالات التي جرت بحق أبنائنا في حين أنهم لم يعطوا لنا أي أدلة تثبت صحة أقوالهم و من النقاط التي يوجهونها ضد المقاومين هي مكان الانفجار و وقته . هم يقولون لماذا المقاومة تنفذ عملياتها داخل البنوك أو الأماكن الحكومية التي يتواجد فيها كثير من الناس العامة أو لماذا لم تنفذ العمليات ليلا حتى لا يقتل فيها أحد . في حين أنهم ينسون أن الانفجارات نفذت في أماكن كانت مسؤولة عن التخطيط لاغتصاب الأراضي و تهجير الناس و إعطاء القروض للمستوطنين و كل الخطط التي تستهدف تدمير الشعب الأحوازي أما وقت التنفيذ و فمن الصعب أن نحدده حسب ما نريده كي لا يقتل فيه أحد, لأن الدخول إلى هذه الأماكن لا يمكن إلا صباحا أي قبل منتصف النهار , أما حول الضحايا الذين يسقطون في هذه الانفجارات و من المسؤول عن قتلهم إن المسؤول الأول و الأخير عن قتلهم هو الاحتلال , أي بمعنى آخر إذا كانوا الذين قتلوا في هذه الانفجارات عرب سيحسبون شهداء و الاحتلال هو المسؤول عن قتلهم لأن الذين قاموا بهذه الانفجارات ليسوا متعمدين بقتل إخوانهم لكن ظروفا ما جاءت بهم في وقت الانفجار و راحوا ضحية لجرائم الاحتلال و إذا كانوا مواطنين من القومية الفارسية أو من القوميات الأخرى فسيكون الاحتلال أيضا هو المسؤول عن قتلهم , لأنه هو الذي جاء بهم إلى هذه الأرض التي اغتصبها و شجعهم على أن يسكنوا هذه الأرض جبرا على أهلها و دون أن يراعي حقوق العرب الذين يسكنون الأحواز منذ القدم و إن الأرض هذه هم أول من سكنها و من أسس فيها حضارة عريقة كالحضارة العيلامية.
أما حول الإعدامات التي طالت الكثير من أبنائنا فإذا أردنا أن نبحث حول هذا الموضوع بدقة سنرى أن عشرة من الذين أعدموا ينتمون إلى حركة النضال و هذه الحركة قد تبنت أغلب العمليات . و أما الآخرين لم يعدموا بسبب هذه العمليات و لم توجه لهم تهم حول العمليات هذه إنما هناك أسباب وراء إعدام أغلبهم وهناك أمور كثيرة تحتاج أن نبحثها بصورة صحيحة كي نستطيع أن ننقلها إلى كل المهتمين بقضيتنا بصورة صحيحة و إن شاء الله في المستقبل القريب نحاول أن نشرحها قدر المستطاع.
إذن إذا كان يحق للشعوب الأخرى أن تدافع عن حقها و أن تقاوم و تستخدم كافة الأساليب لمواجهة الاحتلال أو الأنظمة الديكتاتورية التي تتربع على كراسي الحكومة و لم تراع شعوبها و لم تعطها أي حق من حقوقها ، ألا يحق لنا أن نقاوم هذا الاحتلال العنصري لنيل حقوقنا المشروعة التي تنص عليها القوانين الدولية. كما أن جميع المتابعين للقضية الأحوازية أو قضايا المنطقة يعرفون جيدا أن منطقة الشرق الأوسط , منطقة تعيش أكثر وقتها في أزمات و الأزمات التي تمر بها واحدة بعد أخرى دائما تبقى دون حلول للتخلص منها. و أهم هذه الأزمات هي الاحتلالات و الأنظمة الديكتاتورية و ليس هناك من حل للتخلص من هذه الاحتلالات و الديكتاتوريات إلا المقاومة المسلحة و العصيان المدني .
التضحية لابد منها
إذن في الوقت الراهن على كل فرد من أبناء شعبنا أن يعرف جيدا إن شعبنا هو واحد من هذه الشعوب و أن الأحواز قطر من هذه الأقطار التي تشكل منطقة الشرق الأوسط . فهنا واجب على كل فرد من أبناء الأحواز أن يقوم بالواجب المطلوب منه للتسريع في التخلص من الاحتلال و نيل السيادة الوطنية و رفع العلم الأحوازي على أرض الأحواز و إن المتابعين و المهتمين بالقضية الأحوازية و قضايا الأمة العربية يعلمون جيدا أن أي قطر من الأقطار التي كانت أو مازالت تحت الاحتلال أعطت الكثير من الشهداء من أجل إيصال صوتها و على سبيل المثال إن الثورة الجزائرية أعطت أكثر من مليون و نصف المليون شهيد و فلسطين مازالت تعطي أفضل و أنبل شبابها دون أن تتراجع عن حقها . أما نحن إذا أردنا أن نعد شهدائنا منذ 15 نيسان 2005 سنجدهم عشرين شهيدا أعدموا إضافة إلى أكثر من مئة شهيد, استشهدوا منذ انتفاضة عام 2005. نعم إن هذا العدد ليس بقليل و لكن بالمقارنة مع تضحيات الشعوب المناضلة يعتبر عدد قليل جدا و على أية حال نحن مضطرون وبسبب الاحتلال أن ندفع هذه الأثمان و لا سبيل لنا غير ذلك.
إذا كنا نريد أن نحرر بلدنا علينا أن نتقبل أننا لابد أن نعطي المزيد من الشهداء من أجل الأحواز ربما عشرات الآلاف و من أفضل شبابنا و نحن نعلم أن الثورة تأخذ أحسن الطاقات الفكرية و المفيدة على الساحة. إذن نحن مازلنا نحتاج إلى المزيد من العمل أي بمعنى آخر علينا أن نرتقي بشعبنا إلى الأفضل و أن نثقفه ثقافة سياسية نضالية كي يعرف كافة حقوقه و علينا أن نتكاتف جميعا من الفلاح و المعلم و الطالب و المهندس و الطبيب و المثقف ضد الاحتلال و أن نكون يدا واحدة كي نستطيع أن نطرد الاحتلال من أرضنا و إلا إذا نبق نمزق بعضنا و لا نبحث عن حلول للازمات التي نمر بها ستبق أكثر من قرن إضافة إلى الأعوام التي مرت علينا و نحن تحت الاحتلال .
2008-4-28</TD> <td> </TD></TR></TABLE> | |
| |
|