المفاوضات بين دمشق وتل أبيب تستأنف الاسبوع المقبل... وطهران مصدومة

عدد الرسائل : 52 تاريخ التسجيل : 24/04/2008

المفاوضات بين دمشق وتل أبيب تستأنف الاسبوع المقبل... وطهران مصدومة

انقرة - دمشق - تل ابيب - (وكالات): اكدت مصادر ديبلوماسية تركية, ان الوفدين السوري والاسرائيلي سيلتقيان في جولة ثانية من المفاوضات غير المباشرة في اسطنبول الاسبوع المقبل.
وقالت المصادر, ان الجانبين اتفقا قبل مغادرتهما اسطنبول على الموضوعات التي سيتم طرحها خلال جولة المفاوضات التي ستجرى بينهما في اسطنبول, بالاضافة الى الموضوع الرئيسي وهو الانسحاب الاسرائيلي من الجولان.
وأضافت أن الجانبين سيناقشان التدابير الامنية بعد الانسحاب الاسرائيلي من الجولان, وخاصة ما يتعلق بحزب الله اللبناني وحركة حماس ومكافحة الارهاب وتقسيم المياه الواردة من الجولان والعلاقات التجارية بين البلدين.
ونقلت صحيفة »صباح« التركية عن المصادر قولها ان الوفدين سيناقشان ايضا تبادل فتح ممثليات لكل منهما في البلدين, حال التوصل الى اتفاق سلام, وتأثير ذلك على العلاقات مع كل من ايران ولبنان والولايات المتحدة.
واوضحت المصادر ان المفاوضات ستسير بالطريقة نفسها, التي سارت بها في الجولة الاولى, هذا الاسبوع عن طريق تبادل الرسائل الخطية بين الوفدين.
السوري والاسرائيلي عن طريق الوسيط التركي
وكشفت الصحيفة خلافا لما أعلن من قبل عن أن الوفدين كانا يقيمان في فندق واحد في اسطنبول, لكنها اكدت انهما لم يلتقيا وأن مستشار رئيس الوزراء التركي للشؤون الخارجية الدكتور احمد داود أوغلو تولى نقل الرسائل الخطية بينهما.
وفي سياق متصل كشفت - صحيفة »هآرتس« الاسرائيلية, عن ان لجنة خاصة في الكنيست تعد حالياً, لمشروع قانون يتطلب اجراء استفتاء او انتخابات قبل التخلي عن اي ارض خاضعة لاسرائيل, ومن بينها مرتفعات الجولان.
وقالت الصحيفة, في تقرير اوردته في موقعها على شبكة الانترنت, امس ان اغلبية اعضاء الكنيست تؤيد مشروع القانون. فيما قال خبراء للجنة ان الاستفتاء سيتكلف مئتي مليون شيكل دون ان يشمل اي تمويل لحملات الاحزاب التي تؤيد او تعارض ذلك.
واشارت الصحيفة الى ان »قانونا حاليا يسمح بالفعل باجراء استفتاء قبل التخلي عن اي اراضٍ تخضع لسيادة الدولة العبرية, الا انه يقضي بعدم تطبيق هذا المطلب لحين تمرير قانون اساسي يحدد تفاصيل اجراءات لاجراء استفتاء وانه بما ان تمرير مثل هذا القانون يبدو شبه مستحيل في ظل المجموعة السياسية الموجودة حاليا, فان مشروع القانون الحالي يقضي بالحاجة الى التصديق على قانون اساسي. بل انه بدلا من ذلك يقترح بان الاجراءات الجديدة يتم وضع مسودة لما من قبل المفوضية المركزية للانتخابات«.
في غضون ذلك قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان الجانبين, السوري والاسرائيلي »يدركان الحاجة الى العمل من اجل السلام« مشيراً الى ان اسرائيل لم تصدر اية تعهدات مسبقه الى السوريين.
ونقلت »هآرتس« عن اولمرت قوله عقب لقائه وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير, »لقد أخبرتهم (السوريون) انهم اذا ارادوا التحدث فليأتوا... وهم يعلمون ما نريده, ونحن نعلم ما يريدونه.« واشارت الى ان اولمرت اخبر كوشنير بأن المحادثات مع سورية »لن تقلل من جهود السلام على الصعيد الفلسطيني«, وقال: »ان اسرائيل تعتزم اجراء محادثات (موازية) مع السلطة الوطنية الفلسطينية وسورية دون ان يكون لمسار اسبقية على الآخر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اسرائيليين وصفتهم بالكبار, لم تسمهم, قولهم: ان الاعلان عن تجدد الاتصالات بين اسرائيل وسورية سيكون له »تأثير مباشر« على وضع إيران في المنطقة, وان ايران »لم ترد بشكل علني« على المحادثات.
وقال احد هؤلاء المسؤولين »يبدو من الواضح ان الايرانيين يشعرون بحالة من الصدمة«.
ويشعر المسؤولون الاسرائيليون ان هناك فرصة أفضل للتوصل لاتفاق مع السوريين, مقارنة بالفلسطينيين, وان الاتفاق السوري لديه فرصه اكبر للتنفيذ.
وقال مسؤول كبير في مكتب اولمرت ان السوريين يبدون اكثر جدية وكذلك نواياهم, ويبدو واضحا انه إذا تم التوصل لاتفاق فإنه يمكن تنفيذه.
واوضحت المصادر ذاتها انه من السهل التوصل لاتفاق السوريين« لان الموضوع يتعلق بالاراضي فقط, الا ان المسائل التي تتعلق بالمسار الفلسطيني تضم عدة موضوعات وصفوها بالحساسة بما فيها الاراضي.
على الجانب السوري, اكد معاون وزير الخارجية, عبدالفتاح عمورة, ان مفاوضات السلام غير المباشرة مع اسرائيل, عبر تركيا, تهدف لاستكشاف النوايا والاسس لدى الطرف الآخر.
وقال عمورة لدى وصوله الى القاهرة للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب بدول المتوسط, »نحن نسعى لمعرفة ما اذا كانت النية صادقة للسلام لدى الطرف الآخر« وأضاف »نحن نعشق السلام ونكره الاستسلام لذلك جاءت مشاركة سورية في التنسيق من اجل المتوسط وندرس الافكار التي تتماشى مع مصالحنا والخروج برؤية عربية تخدم المصلحة العربية«.
الخـبـر من: جريدة السياسة الكويتية